هنأ رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، في عظته خلال الاحتفال بالقداس الإلهي في كنيسة السيدة صغبين، لمناسبة تدشين مشروع سيدة البحيرة السكني، ابناء صغبين والبقاع الغربي بـ"تدشين مشروع سيدة البحيرة السكني"، شاكراً السيد غسان خوري على "كل ما قدّمه لكي يبصر المشروع النور".
وذكر درويش ان "المحبة التي تجمعني معكم وتجمع فيما بيننا هي قوية ومباركة ومقدسة وأحد ثمارها التعاون والتناغم في أمور الرعية وأمورٍ إنمائية وصلاة يسوع تُظهر مدى التناغم بين المؤمنين عندما يكون حاضرا في الجماعة، إذا اتفق اثنان منكم على الأرض في أي أمر، مهما كان ما يطلبانه، فإن ذلك يكون لهما من قبل أبي الذي في السماوات، فإنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي، فأنا أكون في وسطهم".
وأشار الى ان "العلاقات الإنسانية ترتكز على المحبة فالمسيحيون هم جماعةٌ أسلموا أنفسهم لله فصاروا أخوة، وكوننا أخوة لا نعرف إلا المحبة، هذه المحبة لا تكون محبة إلا إذا كانت شاملة يعني ألا يكون لها حدود لها فهي تتخطى كل انتماء ديني أو مذهبي أو اجتماعي"، منوهاً الى انه "من خلال علاقاتنا الإنسانية نكتشف الإنسان الآخر الذي يعيش معنا، والبشر يتميزون عن غيرهم من المخلوقات بعقلهم وقلبه، ونكتشف أحيانا أناسا عندهم ذكاء حاد ويتمتعون برجاحة العقل وهم ناجحون في حياتهم وفي أعمالهم ويجنون ربحا لهم ولعائلاتهم، لكن هؤلاء رغم أنهم مُقدرون كثيرا لنجاحاتهم نجدهم بعيدين عن الناس لأنهم لا يملكون طيبة القلب ولا المحبة ولا الحنان".
وتابع درويش بالقول انه "بالمقابل نجد أشخاصا يتمتعون بقلب كبير وهم مُحبّون ومحبوبون وقريبون من الناس، رغم انهم بسطاء وغير أذكياء وأحيانا كثيرة غير ناجحين في أعمالهم"، موضحاً "انني شخصيا لم أجد في حياتي الكثير من الناس يمتلكون الموهبتين معا، العقل والقلب، الذكاء والعاطفة والحب والعطاء والكرم".
كما لفت الى ان "غسان خوري هو من هؤلاء القلة التي وجدت فيهم القلب والعقل، والاثنان ينبضان معا بالحياة ويتناغمان في الحياة والعمل، وجدت فيه ذكاء حادا وعقلا راجحا وقلبا كبيرا يعرف أن يحب، والإنسان الذي يعرف أن يحب هو ناجح في حياته وأعماله"، ذاكراً أنه "ولد غسان خوري في بلدة عيتنيت عام 1957 وفي عمر 16 سنة هاجر الى الولايات المتحدة وأنهى دراسته الجامعية فيها، عمل بعدها في الكويت وهناك تزوج من شريكة حياته جيرمين، وعمل في الكويت واليونان وتركيا ودبي وكان متفوقا في حسن إدارته وعلاقاته الإنسانية، أسس عدة شركات منذ 1999 توزعت على بلدان كثيرة في مصر ومراكش وكينيا وغانا وتركيا والخليج ولبنان".
وتابع بالقول انه "نظرا للنجاحات الكبيرة التي حققها في الخارج كان ممكنا لغسان أن يبقى مغتربا مثل كثيرين من اللبنانيين، لكنه آثر أن يعود الى لبنان ليستقر في بلدته وقد أحبها وأحب أهلها وأمام نجاحاته الكبيرة لم ينسى العمل التطوعي والاجتماعي والمجاني فهو عضو في مجلس أمناء جامعة اللويزة وماراتون بيروت وعضو في مجلس إدارة مستشفى تل شيحا ومجلس رعية السيدة وغيرها الكثير من المؤسسات التي يدعمها بشكل متواصل، ولا أنسى أبدا ما قام به في هذه البلدة الحبيبة صغبين"، مشيراً الى انه "صحيح ان المشروع السكني في صغبين كان باسم مطرانية سيدة النجاة، لكن الحقيقة أن المشروع من ألفه إلى يائه، من شراء الأرض إلى البناء بما فيها كل التكاليف، هو غسان خوري، وبدونه لما قام مشروع سكني في صغبين، لذلك نسميه بحق وبجدارة مشروع غسان خوري، لا أنسى أبدا أن السيدة جيرمين وأفراد عائلته كانوا السند الكبير له في المشروع".
ونوه درويش الى انه "خلال بناء المشروع تعرضنا معا من قبل أشخاص كثيرين ومن قبل بعض المسؤولين في مديرية التعاونيات إلى فبركات لا تمت بصلة الى الحقيقة، لكن الرب العالم بخفايا القلوب، أراد أن يكون صيدَنا وافرا كما سمعنا في إنجيل اليوم لم نسأل بل تقدمنا إلى العمق وهناك وجدنا الحقيقة والسكينة والهدوء والنتائج المرجوة وعرفنا أن الذي قال لنا لا تخافوا كان هو قوتنا "به نحيا ونتحرك ونوجد"، منوهاً الى "اننا تأكدنا أن الصليب الذي كان انتصارا على الموت، منحنا القوة أن ننتصر بالمحبة لأن المشروع كان بذلا من أجل الآخرين ومن أجل ترسيخ شبيبتنا في هذه البلدة".
كما ذكر ان "الذي يزرع الكثير يحصد الكثير هكذا يقول الكتاب المقدس، والكنيسة تدعونا لنزرع أعمالا صالحة، نسقيها بصلواتنا ليبارك الرب الزرع فتكون الغلال وافرة".
وختم درويش بتوجيه الشكر للسيد خوري "شكرا غسان وشكرا جرمين وشكرا لمن ساهم في إنجاز هذا المشروع من مهندسين وموظفين وعمال، وتقديرا من الكنيسة لشخصك الكريم وباسم صاحب الغبطة وباسم الأبرشية أشعر بسعادة كبيرة أن نمنحك وسام القدس، وهو أرفع وسام تقدمه الكنيسة الكاثوليكية، تقديرا لخدماتك وتقديرا لما قمت به وحققته في بلدتك صغبين وفي الأبرشية والكنيسة."
وفي نهاية العظة قلّد المطران درويش السيد غسان خوري وسام القدس بإسم غبطة البطريرك يوسف العبسي، وقدّم كاهن الرعية الأب زاكي التن بإسم رعية السيدة في صغبين درعاً تقديرية للسيد خوري غربون شكر لتقديماته وخدماته في الرعية.